تخطي إلى المحتوى
عبدالحميد الطائي يصّور الواقع مشاهده وأحداثه ورموزه في الـ "شَبَت"...غوص في بحار اللغة العربية ، بحثا عن لآلئها عبدالحميد الطائي يصّور الواقع مشاهده وأحداثه ورموزه في الـ "شَبَت"...غوص في بحار اللغة العربية ، بحثا عن لآلئها > عبدالحميد الطائي يصّور الواقع مشاهده وأحداثه ورموزه في الـ "شَبَت"...غوص في بحار اللغة العربية ، بحثا عن لآلئها

عبدالحميد الطائي يصّور الواقع مشاهده وأحداثه ورموزه في الـ "شَبَت"...غوص في بحار اللغة العربية ، بحثا عن لآلئها

"ويبقى الشبت .. هذا الشبت أو الكتاب ـ سمه كما شئت ـ عن من أُمِرَ أن لا يستحل دم أخيه فأراقه ، وأن يدخل كبقية أمته في السلم كافة" بهذه العبارة تنطق سلسلة الحواس حروفا متجددة عبر سلسلتها التي صدر منها ست .. وها هو في السابع يطلق الكاتب عبدالحميد الطائي أسئلته كيف لمن شب على الأخلاق والوئام والمروءة أن تشب النار في هويته بيده ؟ .. كيف لمن ورث الشبت في سلطته أن لا يتشبث بمذاقه ويختار نارا لسلطته ؟ كيف تجرأ صعاليك الـ "ض" على رسالة الدخول في السلم كافة؟ .. بهذه الأسئلة الفلسفية العميقة يقدم لنا "الطائي" كتابه الجديد " شَبَت " الصادر عن دار الفكر دمشق ضمن سلسلة "حواس حروف" في 220 صفحة من القطع المتوسط.
يقول الناشر في كلمته التي كتبها محمد عدنان سالم سبق لدار الفكر أن أصدرت ست حلقات من سلسلة ( حواس حروف ) للمؤلف، استمتع القراء بها لما انطوت عليه من غوص في بحار اللغة العربية ، بحثا عن لآلئها التي تميزت بها، ومن حفر حولها، بحثا عن جذورها التي أمدتها بالقدرة على التوليد والتجديد مع الاحتفاظ بأصالتها وعراقتها، ومن استنطاق لحروفها؛ جعل منها كائنا حيّا له حواس، تتلمس، وتتذوق، وتسمع، وترى، وتستطلع المستقبل زمانا، وما وراء الآفاق مكانًا ! ! غير أنه في هذه الحلقة؛ يوظف الحروف وحواسها للكشف عن الأمراض التي انتابت الأمة، في قيمها ومبادئها، فأفسدت أخلاقها، وأضعفت لغتها، وأقعدتها عن أداء الرسالة التي عهد الله إليها القيام بها، وعن الدور الحضاري الريادي الذي اضطلعت به تلبية لنداء ( اقرأ )، فشغلت به جزءًا كبيرًا من العالم القديم، كانت فيه دمشق وبغداد والأندلس مراكز إشعاع كبرى؛ غطت من التاريخ الإنساني ما يسمى بالعصر الوسيط ، سطعت فيه أسماء علماء مسلمين كبار : كابن سينا، وابن رشد، والفارابي، وسيبويه، والخليل بن أحمد ! !
وأضاف "الناشر" : نقب المؤلف في هذا الكتاب بحواس حروفه عن المشكلات الحضارية للأمة، كما ينقب عن النفط والغاز، ولونها بألوانه الفسيفسائية الطائية الفريدة، دافعًا قراءه للبحث عن أسباب الوقوع فيها، وسبل الخروج منها ! ! وننتظر من حواس الحروف، أن تمدنا بالطاقة الحيوية التي تنقينا من أدراننا وكلالتنا، وتضعنا على رأس الشلال من جديد.
أما الكاتب خميس بن حبيب التوبي فقال في مقدمة الكتاب : هذا الكتاب يغوص بالذاكرة العربية والإسلامية تحديدا في عمق الحدث الجلل غير الأخلاقي الذي هز عروش المنطقة والمسمى نكاية بنا “الربيع العربي”، ساردا تفاصيل المشهد، وتدحرج كرات النار الملتهبة وهي تحرق الكيانين الإنساني والمجتمعي لهذه الأمة، ويقدم فيه عبدالحميد الطائي رؤيته الخاصة، كاشفا غور الحقيقة، وطبيعة الأهداف، وحملات التضليل الإعلامية لغسل أدمغة المغيبين والمعزولين عن الواقع، ولاحتواء كل ذي أثر وتأثير على الأرض ممن يُحْسَبُونَ ويَحْسِبُونَ أنفسهم قامات في مجالات تخصصهم، وهو ما بدا بصورة مفزعة ومريعة في إفراز العديد من الرويبضة.
وأضاف "التوبي" في مقدمة الكتاب : يمكن القول إن هذا الكتاب يقدم شهادة تاريخية موثقة بالحرف والصورة المغايرة والمخالفة، لحقيقة ما سمي أيضا نكدا بنا “الفوضى الخلاقة” التي قادتها القوى الكبرى على أرضنا، فالكتاب ـ الذي يعد خارج سلسلة “حواس حروف” التي تصدر عن دار الفكر لعبدالحميد الطائي ـ يريد أن يصل بالقارئ إلى ترسيخ صورة واقعية لحقيقة ما سمي بـ”الربيع العربي” مكونة من ثلاثة حروف “ش ب ت” مجموعة في لفظتين (اسم وفعل) هما عنوان الكتاب “شَبَتٌ” وشَبَّتْ”؛ فكما أن الأخلاق الحسنة والفاضلة والمبادئ والقيم النبيلة التي شبت عليها الأجيال، وسادت بها المجتمعات العربية والإسلامية، وقويت عراها وروابطها، وحفظت بها هويتها وحضارتها، تشبه نبات “الشبت” حين تضاف أوراقه وبذوره إلى الأطعمة فيكسبها نكهة طيبة، فإن هذه المجتمعات تحولت إلى هشيم “شَبَّتْ” فيه النيران، فتلوثت سماؤها بأدخنة الفتن والفساد وأخلاق السوء، والانحدار والانحطاط والعمالة وبيع الأوطان والذمم، وقبلت التخلي عن سيادتها وعليائها وهويتها وحضارتها.
وفي الختام قال الكاتب خميس التوبي : لقد تمكن عبدالحميد الطائي في كتابه هذا من تصوير الواقع بمشاهده وأحداثه ورموزه من خلال التعبئة الواضحة في كل حرف من حروف الكلمة المختزلة، ولم يخف في ذلك حجم الألم من شدة هول واقع المنطقة ومآسيها التي تنتقل من عَقْدٍ إلى عَقْدٍ؛ من عقد القاعدة، إلى عقد العولمة، إلى عقد الفوضى الخلاقة المدثَّرة بثوب "الربيع العربي” الذي يرى الكاتب أنه لا يزال في عامه الثامن وقد تبقى له عامان آخران، على حد قول الطائي حين سألته.
إذًا، المنطقة ـ كما أراد الكتاب أن يرسخ في فكر القارئ ـ محصورة بين أضلاع المربع: الفوضى والإرهاب، الفتن والخيانة والعمالة، صراع النفط والغاز، وزوال الأخلاق.

المصدر: 
جريدة " الوطن" العمانية